الأربعاء، 14 يوليو 2021

المراقبة


 

المراقبة_بعدَ_الفراق

 تعني للكثيرين أشياء قد تكون حب  حنين إشتياق

 حزن   ألم   فقدان

منهم من يراقب من يحب تحت ذريعة إطمئنان قلوبهم

على من أحبّت

هم يعتقدون أنّ حبهم أزلي لن يمحوه أي فراق واختلاف وأعراف

 هو خلل في إدراك العقل للحقائق

 فقد اعتادوا على هذا الشخص في حياتهم

ويجدون صعوبة في تقبّل الواقع بدونه

 فمراقبتهم له من بعيد يعتقدون أنها تريح قلوبهم

 وتطفيء جمرات لهيب اشتياقها

 بالنسبة لي أرى أن في مراقبة من نحب بعد الفراق

وجع كبير للقلب

 إحتضار للقلب تمهيداً لموته

 المراقبة غباء ثم غباء ثم قهر وتعذيب للنفوس

 وإجهاض للأرواح

 لو كان حبا صادقاً ما انتهى بحجة الظروف

 مهما كانت قاسية

من يحب يخلق من الظروف

مبرر للوصول لاينتظر الظروف حجة للرحيل

 عند الرحيل فليُلملِم الطرفان ما كان بينهما من ذكريات

ووضعها في حقيبة وركنها في زاوية بعيدة

 وليمضوا دون إلتفات ففي الإلتفات حنين

وفي الحنين إهدار للكرامة ..

توقفوا عن مراقبة من تحبون كي تستطيعوا تجاوزهم

والإستمرار في حياتكم..

عند غروب شمسكم لاتقفوا كثيراً عندها

 أديروا ظهوركم لشروق شمس جديد

 


 


إنّكَ لا تكبر بانقضاء الأيّام..

وستُدرك ذلك جيداً بل تكبر بتجاربك المختلفة في الحياة

 باندفاعكَ نحوَ الأصدقاء

وخذلانك ببقائك حولَ مَن تحبّ.

 وغصّة الرحيل

 بسعادة اللقيا وحزن الغياب

 بمرارة السخرية وبهجة الإشادة والتصفيق

تُولَدُ مرّة فتَلدُكَ الحياة مرّات

 


 

الجمعة، 9 يوليو 2021

من قال

 



من قال أننا ننسى؟؟

نحن نهز جذع الحروف ونلوي عنق الورق

لنغير ملامح الوجع

 

 

 

ثمّة أشياء لا تعود لو جاهدنا

لو حاولنا لن تعود لو بكيناها طويلا

الثقة  والميت  وأول شعور!

 

 

كم هي ثقيلة تلكَ الأشياء التي نحملها على أكتافنا

ثقيلة تلك التراكمات التي دفنّاها في أعماقنا

رسائلنا التي عجزنا عن كتابتها

أحاديثنا التي ابتلعناها

وبقيت عالقة في حناجرنا توجعنا كلما تذكرناها

تلك الأشياء التي عجزنا عن رفضها خوفاً من جرحِ الآخرين

أولئك الأشخاص الذين تغيروا علينا

كم نُوَد مصارحتهم ولكن ثمة أسباب تمنعنا

أصبحنا نخاف أن تخور قوة قلوبنا

وتعجز عن الصمود طويلاً..

صمتُنا في الوقت الذي كان يجب أن نتكلّم

وحديثنا في الوقت الذي كان علينا أن نصمت

كم  أتعَبنا..أتعبنا كثيراً..

 

 

الوضوح

 


الوضوح أساس كل العلاقات

 من الخطأ أن تكون في المنتصف في المنطقة الرمادية

لا تعرف أين مكانك أو مكانتك

 ولا حقيقة مصيرك

 لا تكن في علاقة غامضة المشاعر غير واضحة المعالم

 فيها نصف التفاتة لا تقبل بأقل من الوضوح

 فمن حقك أن تعرف حقيقة مكانتك قولاً وفعلاً والتزاماً

 فإمّا البقاء العزيز الكافي أو الرحيل المؤلم

ولربّما يكون الشافي

 لا تكن في علاقة عاصفة

 

 

 

عندما تبلُغ النضج

 ستُدرِك أنَّ رقة القلب والقدرة على التعبير

عن المشاعر مع الآخرين هي نعمة تعكِس قوَّتك وسلامك الداخلي

 وتظاهرك بعدم الإهتمام آفة تدمرُك وتزيد وحدتك وضعفك

جميعنا نحتاج لبعضِنا 

وهنا يكمُن جوهر الحياة في علاقاتنا الإنسانية 

فتَهذيب أنفسنا لاعتِناق ضعفنا بعيداً عن سِجن الأنا

 هو أكبر تحديات نواجهها للإستمرار في حياتنا

 

 

 

شعورالخوف الذي ينبع من داخل الشخص

 لا يأتِ من فراغ

 هو وليدة تجربة مؤلمة مرّ بها هزّت كيانه

 قد يكون في صغره تعرّض لأذى لجرح

 لشيء لا يقوى على البَوح به لأحد

لأنَّ من أذاه شخص لم يتوقعه

شخص كان المفروض أن يعطيه الأمان

 لكنه سلبَ امنه وازهقَ روحه

أو يكون تعرّضَ لخذلان وجرح اخترقَ اعماق صدره

فلاذَ بالكتمان

 فقدَ الثقة بنفسه ووجد أنه لا يستطيع الإقتراب من أحد

 كأنه كتبَ لوحةً علّقها على جبينه ممنوع الإقتراب

 ممنوع الحب ممنوع الكلام

 الخوف شعور يُفقدنا معنى الحياة

ويودي بصاحبه دونَ أن يشعر به أحد

 هو بحاجة لأمان، لقلب دافيء، لحضن لعناق

 لاستفزازه للبكاء لإخراج كل التراكمات العالقة به

 هو بحاجة للتفريغ والإستماع لكل حرف يخرج من فمه

 بحاجة ليد تمسك به وتشد قبضتها عليه

 وتمضي معه لبر الأمان

 

 

 

من باب الرّفق بحالك عليك أن تنسَحِب في اللحظة

 التي تفلس فيها قلوب الأحبّاء

ولم تعد لديك القُدرة على احتمال ضجيج النهايات

و لإنقاذ ما تبقّى من رصيد العُمر..